السبت، 5 سبتمبر 2015


كلاهما ابنا شاطئ الموت ...
عادت بي الذاكرة إلى عام 2000م ومحمد الدّرّة ابن غزة هاشم . ابن الشاطئ . ابن الجورة .
يومها ... كتبنا وندّدنا وشجبنا وصوّرنا وهتفنا وتظاهرنا وانتفضنا .. نعم هذا واجب وحق وطني . حيث كانت له خصوصيته مع عدوٍّ يحكي واقع الحال في أرض سطَّر عنها التاريخ مجلّدات . وماذا بعد .. فقد أصبح قصة وسرعان ما طُوِيَت صفحاتها خارج الوطن بِأيدي الساسة الكرام . وبقي إسماً يعانق الذاكرة . وهويّته دمه الذي رَوى الأرض . صرخوا .. واعروبتاه .. واقدساه .. وامعتصماه .. بكل أسماء الأبطال والقادة والأوطان . ولا حياة لمن تنادي .. سرعان ما ننسى نحن أمة الإنسان . فعاطفتنا صفتنا ولَّدَت فينا الخَبَل والخُنوع والجُبن .. ننسى لأننا نريد أن نتناسى . لكن الوطن لن ينساه .
وها هو اليوم ابن شامنا .. ابن شاطئ الموت الآخر ومثليهما كُثُر .. لنا معه حكاية تُعَدُّ بالساعات أو الأيام . ويتكرر المشهد ......
إلى متى نظلّ نزيّن بكلماتنا وتنطق ألسنتنا ونتفنّن بلهجاتنا بعيدين عن تحريك المشهد إلى فعلٍ حيث لا يتكرر المشهد ثانية ...
هذا طفل فلسطيني .. وذاك طفل سوري .. والآخر طفل عراقي . يمني . لبناني ...... ألخ . إنه الطفل العربي .
رحم الله شهداءنا .. أطفالاً ونساءً . شيبةً وشباباً .
عاشت أُمتنا وسلمت أوطاننا بحرية وأمان .
كفى .. وكفى .. وكفى ..
صحوة الضمير تُنقذ الغريق
ووحدة الفريق تفتح الطريق
كيف ... ؟؟؟
أهل مكة أدرى بِشعابها ...
__________________________
الكاتب والشاعر / بشار إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق